رئيس الجمعية الوطنية: الترابية أفرزها غياب الدولة ولا تصلح لعالم اليوم

في اختتام الدورة العادية الأولى من السنة البرلمانية 2021-2022  قال رئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد بايه إن (تجارب الأمم أثبتت أن المواطن المستعد للتضحية من أجل وطنه هو المواطن المقتنع بأن التفاوت في جني ثمار المواطنة، مَبْنيٌ حصرا على معايير العطاء وصدق الانتماء، وليس على أساس موروث مثل الانتساب لقبيلة أو شريحة أو عرق أو منطقة).

وتساءل رئيس الجمعية الوطنية حول معقولية أن يلعب دور الزعامة القبلية في القرن العشرين ودون خجل من ينتسبون للنخب أو يلعبون دورا وظيفيا عاما في البلاد، وبعد مرور ستين سنة على ميلاد الجمهورية.

وأضاف الرئيس ولد بايه إن الأحقية بالإمامة لا تنحصر في الانتساب لأسر وإنما هي بالأهلية والتقوى التي نص عليها الشرع الحنيف، وأحكام دستور الجمهورية الإسلامية الموريتانية.

وقال إن التاريخ الذي أفزره غياب الدولة الجامعة وطبعته التراتبية، التي تتأسس أحيانا على قانون القوة أو لبوس مشوه للدين جاء الوقت الذي يدفع للتخلص منها، وأن قادة الرأي مدعوون لتعرية هذا المنطق السقيم الذي يُغذي هذه العقليات البائدة حسب تعبيره.

وقال إن ترسيخ تلك القيم  البائدة يقع على عاتق النخب السياسية والثقافية التي تستخدمها لنيل الامتيازات وسلما للوصول إلى المآرب الشخصية الضيقة، وهو ما ينبغي التخلص منه في ظل نظام الجمهورية وما تمليه قواعد الدستور، وروح الدولة الجامعة.

وأشار الرئيس ولد بايه إلى أن العبودية والرق مورس على نطاق واسع ومن كل القوميات الموريتانية وولف وبولار وسوننكى وعرب، وأضاف (إن محاكمة التاريخ ليست غاية اليوم بقدر ما نحن محتاجون إلى أن تضطلع النخب بدورها وتحمل مشعل تنقية الدين وتدفع ما يضر بلحمة المجتمع).

وقال أيضا (فإذا كان شرف مكافحة الاستعباد قد فات على نخبنا حتى جرمته القوانين الدولية، فعليها أن لا تضيّع فرصة محاربة الاعتقادات والمسلكيات المبنية على الباطل، بل يجب أن تمثل رأس الحربة في هذا المجهود النبيل).