هل نتعلم منهم الأمَلَ والعملَ أيضا ؟/محمدن يحظيه

 

ما إن صمتت القذائف وتوقفت الحرب المدمرة ، حتى خرجوا يتعبدون الله تعالى بالأمل تتهلل وجوههم استبشارا وانتصارا بما يُنبئ عن سلامة الفطرة ونفاسَة المعدن ..
ثم أعلنوها خطة إعمار وبناء تَصِل الليل بالنهار في خدمة الناس ومواساتهم وتضميد جراحهم و إطفاء حرقة الفقد والألم في نفوسهم بفيض العطف والحنان والوفاء والتذكير بعظيم الأجر والمثوبة وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة 

أما نحن جُمهورَ المساندة وجمعياتِ الإسناد وبقيةَ الخير في الأمة الذين حاولنا قدْرَ المستطاع تجسيدَ الأخوة الإسلامية وتركيزَ مفهومِ الجسد الواحد ؛ فعِشنا الأزمة لحظةً لحظة وميدانا ميدانا ومحطةً محطة نُكبر مع هيعات الإثخان ونَذرف الدمع مع موجات النزوح وقوافل المُصْطَفين ؛ فهل سنظل حَبيسي تلك المحطة نستعيد يوميَّاتِها ونُبدئ ونُعيد في قراءة مَشهديتها وملحميتها ، أم نخطو مع الصادقين العاملين خطوات نحو العمل الجادِّ والبناء المتين في مسارات التربية والتزكية والتعليم والشعائر ، شعارُنا في خُطة اليوم قبل الغد تنزيلُ مقاصدِ البعثة المحمدية في واقعنا ويَومياتنا ورؤيتنا المستقبلية لأنفسنا ولمجتمعنا ووطننا إذ يقول الله تعالى :
{  لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ 
- يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِهِۦ 
- وَيُزَكِّيهِمْ 
- وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ
-  وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍ }

فهَلُمّ إلى المساجد وحلقات القرآنِ والعلم والدعوة ونشر الخير وفعل المعروف وإغاثة الملهوف فتلك هي أمارةُ الصدق ومنارةُ الاستقامة ثبتني الله وإياكم على الخير وختم لنا بالحسنى إنه قريبٌ مُّجيب