عيد الوحدة الإفريقية بأي حال عاد على دول الساحل الإفريقي؟

الذكرى العشرين لعيد الوحدة الإفريقية تمر على عدة بلدان إفريقية في ظروف هي الأسوء من الناحية الأمنية والاقتصادية والصحية ، فإلى جانب الصراعات والحروب والانقلابات العسكرية في دول كمالي وبوركينافاسو وغينيا ونيجيريا تبرز أزمات الجوع وسوء التغذية وتحديات ما بعد جائحة فيروس كورونا في دول أخرى.

ففي مالي التي تعد الأكثر تداولا تبرز الحرب ضد الجماعات المسلحة والانقلاب العسكري الأخير وما تبعه من خلاف حاد وصل حد القطيعة بين المجلس العسكري الانتقالي في باماكو ودول المجموعة الاقتصادية الغربية إيكواس مصحوبا بصراع فرنسي أوروبي روسي حول النفوذ في المنطقة

ويدفع المواطن المالي فاتورة تلك الحروب والصراعات السياسة بعد فرض حصار اقتصادي خانق على البلاد منذ أشهر من قبل مجموعة إيكواس

أما في البلد الساحلي الجار لمالي بوركينا فاسو فلا تزال البلاد منذ أشهر تعيش تداعيات الانقلاب العسكري والغضب الإفريقي جراءه ، فضلا عن الحرب المستمرة على الجماعات المسلحة

نيجيريا البلد الأكبر في القارة من حيث الجغرافيا والتعداد السكاني استقبلت الذكرى لعشرين للوحدة الإفريقية بأحد دام وأسود ، خلف وراءه أكثر من خمسين قتيلا خلال هجمات إرهابية في مناطق شرقية من البلاد

وتعاني القرى الشمالية والشرقية في نيجيريا من تغلل الجماعات المسلحة المطلوبة دوليا وعلى رأسها "جماعات بوكو حرام "، وتبرز جرائم الخطف والاعتداء بحق تلاميذ المدارس في تلك المناطق خلال السنوات الأخيرة حيث يعاني السكان من تلك الظواهر ويشن الجيش النيجري بمساعدات دولية حربا على الجماعات الشمالية والشرقية في نيجيريا

في النيجر المشابهة لنيجيريا اسما وفعلا وحالا وواقعا يبرز اسم البلد كبديل للتواجد الأجنبي في منطقة الساحل بعد ما أصبحت مالي من المغضوب عليهم فرنسيا وأوروبيا وضلت الطريق نحو التفاهم السياسي مع الإيكواس وباريس

أما في تشاد فالصمت يخيم على المراحل الانتقالية بعد اغتيال الرئيس إدريس ديبي وخلافة ديبي الإبن لم تصبح ديمقراطية بعد وإن حظي بقبول المجلس العسكري والرضا الدولي في ما يبدو .

أما في بقية الدول فالجائحة والأزمات الغذائية لا صوت يعلو فوق صوتها

لتبقى الشعوب الإفريقي مع كل ذكرى للوحدة تستذكر مآسيها وحروبها وأزماتها الاقتصادية والأمنية .. دون حلول ناجعة