الاعتداء على الأساتذة في موريتانيا .. مواقف متكررة ومطالبات بعقوبات مشددة على الفاعلين -تقارير
ليس هذا أول مدرس يتعرض للتعنيف لكنه كان ختاما لأسبوعين حافلين بالاعتداء على المدرسين..
تجمع مدرسي بوتلميت الممثل لنقابات وتنسيقيات التعليم، وفق بيان له، استنكر ما تعرض له الأستاذ محمد أحمد ولد آلويمين.
يقول التجمع إن الأستاذ تعرض للضرب والتنكيل على يد أحد المتهورين من قرابات إحدى التلميذات عند مفوضية الشرطة بالمقاطعة، على خلفية أدائه لمهامه الرقابية الطبيعية بشهادة ختم الدروس الإعدادية في مركز ثانوية أبي تلميت الجمعة الماضي.
تصرف يستهدف هيبة المدرس، ويتجاهل حساسية الموقع، ويستهزئ بمؤسسات الدولة، وفق التجمع.
قبل ولد آلويمين كانت مدينة شنقيط قد شهدت حادثة مشابهة، تحدثت عنها الضحية في صوتية تداولها نشطاء مواقع التواصل على نطاق واسع..
كان القاسم مشتركا بين الاعتداء على الأستاذة في شنقيط والأستاذ ببوتلميت، فكلاهما كان يمارس واجبه في الرقابة.. الأمر الذي يبعث إلى طرح أسئلة حول جدوى التشديد في الإجراءات في ظل غياب حماية الأستاذ المنفذ..
تشديد أكده بيان صادر عن وزيري الداخلية والتهذيب بحر الأسبوع المنصرم..
يصرح البيان بإجراءات مشددة على كل من وجد بحوزته هاتف في مركز الامتحان، تبدأ بمصادرة الهاتف نفسه وعدم إعادته إلا لدى مديرية الامتحانات في نواكشوط، يعني الأمر إلزام أصحاب الهواتف الموجودين في أقصى نقطة في البلاد بالتوجه إلى مدينة نواكشوط، إن هم أرادوا استعادتها، ومنعهم إياها أياما أو أسابيع وربما لأشهر..
هذا فضلا عن إلغاء الامتحان، وإضاعة سنة دراسية كاملة..
يبدو الأمر منطقيا من هذه الزاوية، لكنه من زاوية أخرى يعني قسوة على التلاميذ بأوامر صادرة عن هرم السلطتين الإدارية والتعليمية في البلاد، وتأجيجا للحنق المتزايد من طرف التلاميذ وأهاليهم على أساتذتهم، بعد سنوات من التعود على الغش بشهادة عدد من المباشرين للعملية..
فهل ستنجح الإدارة في حماية المدرس الميداني من تهديد بات يلاحقه بشكل يومي، حتى أخذ بعضهم يتباشر بعطلة نهاية الأسبوع متندرا بألا ضرب للمدرس فيها إذ لا امتحانات يراقبون عليها؟
تعنيف المدرسين لم يأت من تلاميذهم وحسب، بل أصدرت النقابات بيانات تؤكد فيها حصول حالات اعتداء من طرف الأمن وحتى من طرف زملائهم في إدارات المؤسسات التعليمية، حدث ذلك في نواذيبو وهنا في نواكشوط..
وتشهد حوادث الاعتداء على المدرسين تزايدا لافتا خلال الأعوام الأخيرة، سواء تعلق ذلك بالاعتداء عليهم بشكل جماعي أو الحوادث الفردية المعزولة، ويكون الوضع أكثر صعوبة في أوقات الامتحانات الإشهادية الوطنية.