الشباب وصناعة التغيير المحلي

منذ فترة من الزمن وطبقة "المحكوم بهم" تمارس هوايتها في زَمِّ الجماهير بزمام واحد وحشدها في اتجاه واحد، إنه اتجاه السلطان اتجاه الحكم والحكومة اتجاه النظام ...مهما كانت أخطاء هذا النظام ومهما كانت خلفيته فالثابت الوحيد هو أن هذه الأنظمة تخدم سادة هذه الجماهير التي يُتعامل معها كأنها قطعان بشرية تساق بدون إرادة، تخدم الأنظمة سادتها وتتخادم معها على المصالح الشخصية بين الطرفين طرف النظام وطرف قادة الأحلاف من سادة وكبراء. 

ويبقى المهضوم الوحيد هو الشعب...الشعب ذلك الجيش الجرار الذي لا يهزم والقوة الهائلة والكامنة التي تستطيع تركيع كل عنيد، وإخضاع كل متمرد، وفرض كل شرط إن هي أرادت، وقد فعلتها من قبل وتستطيع فعلها من بعد، ولله الأمر من قبل ومن بعد. 

لولا الجماهير الحاشدة والصناديق الممتلئة لما استقوى السادة المحكوم بهم ولكنهم يستضعفون الشعب بالشعب ويسرقون أحلام الناس بسرقة أصواتهم ويصنعون أبهتهم على أكتاف المستضعفين، حتى إذا بلغ أحدهم أشده وبلغ ستين أو سبعين أو ثمانين سنة ورَّثها لابنه أو أخيه أو أبيه أو فصيلته التي تؤويه، وبقيت تلك الجماهير الكادحة التي طالما أوصلت ذلك السيد إلى مركز صنع القرار وصنعت منه قوة وشكلت له سندا ...بقيت في طي الكتمان والحرمان والنسيان ... 

لن تجد من يفاوض أخاه أو أباه أو ابنَ عمه من أجل أن يقنعه بأنه آن لهذه الجماهير التي طالما حملتنا إلى المناصب أن تجد منا وفاء أو رد جميل فنقدمها للمسؤولية وندعمها بما ندعم به أنفسنا فطالما عبرنا على أكتافها وآن لها أن تعبر ولو لمرة واحدة على أيدينا. 

إن جزءا كبيرا من هذا الخلل يعود إلى الجماهير المستضعفة نفسها، فلماذا لا تأخذ زمام المبادرة وتتكتل فيما بينها وتميط اللثام عن وجهها من أجل أن يراها جيدا أصحاب النفوذ الذين يجلسون في أبراج عاجية ولا يسمعون الصوت ما لم يتحول إلى صراخ، ولا يرون قوة الجمهور ما لم تتحول إلى حشد هادر يصرخ في وجه أصحاب النفوذ والاستفراد بالمناصب والمناشب قائلا : "لا مقام لكم فارجعوا". 

الأصوات أصواتكم ياسادة والوطن وطن الجميع والدستور يكفل حق الجميع، فحرروا إرادتكم وامتطوا صهوات العزائم النفاذة وفكوا قيد الإرادة، وأروا كل من يتجاهلكم من أنفسكم منعة وقوة وعزيمة وحرية ومضاء واستعينوا بالله ولا تعجزوا. 

لكَ الحق ياسيدي ولكِ الحق سيدتي في الترشح كما يترشح ذاك المترشح ولك الحق في المعارضة أو الموالاة كما له الحق في ذلك، ولك الحق في السعي إلى كسب أنصار كما له الحق في ذلك، لك الحق في حشد جماهير تسير في وجهة خطابك، لك الحق في لقاء المرشحين والسياسيين ورؤساء اللوائح والأحزاب والمجموعات والاعتراض عليهم أو تأييدهم بشرط أو بدون شرط. 

والمُعوَّل عليه في صناعة التغيير هذه هو الشباب ثم النساء فليخلع الشباب ولتخلع النساء جلباب الخنوع وليحملوا مشعل التغيير ، وليعلموا أن أوان التغيير قد حان .
إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.

السالك ولد الشيخ