هل نعيش صدى انتفاضة فلسطينية جديدة ؟

تصعيد إسرائيلي في الضفة والقدس ، وتهديد باقتحامات جديدة للمسجد الأقصى المبارك ، يتلوه وعيد من فصائل المقاومة الفلسطينية بالرد ، مصاحب بغضب شعبي فلسطيني على صعيد واسع ، ويأتي التصعيد الأخير بالتزامن مع احتفالات الأعياد اليهودية أو ما يعرف برأس السنة العبرية.
قرية بيت أجزا شمال غرب مدينة القدس كانت شاهدة على مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين ، جاءت بعد قمع قوات الاحتلال لمسيرة مطالبة باسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الإسرائيليين والتي يبلغ عددها حوالي 103 جثمان محتجرة من بينها جثامين أسرى وشبان اغتالتهم اليد الإسرائيلية خلال مواجهات معها.
وأما الضفة الغربية فقد تحولت إلى ثكنة عسكرية في اليوم الأول من الاحتفالات بالأعياد اليهودية ، حيث عرف اليوم الأول تواجدا مكثفا للكتائب العسكرية الإسرائيلية في مختلف شوارع الضفة الغربية ، بعد أيام من المواجهات والتصعيد 
وبحسب صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية فإن الهدف من التواجد العسكري الإسرائيلي هو تمرير فترة الأعياد بسلام، في ظل توقعات من الجيش الإسرائيلي بما يشبه انتفاضة فلسطينية تقودها حركتا الجهاد وحماس ، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مصدر عسكري إسرائيلي لم تسمه.
وأشار المصدر العسكري إلى تقديرات صهيونية بأن الوضع بات مؤهلا للانفجار في مناطق الضفة والقطاع والقدس الشريف في ظل ما وصفه بتماهي عدد من الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع حركة فتح مع فصائل المقاومة الفلسطينية ممثلة في حركتي حماس والجهاد.
واندلعت مساء الاثنين مواجهات عنيفة في مناطق الخليل ونابلس وجنين واجهتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقمع شديد واعتقالات في صفوف شبان فلسطينيين .
وفي ردود الفعل الرسمية أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه الاقتحمات الإسرائيلية الأخيرة للمسجد الأقصى والاعتداءات على المواطنين بالضفة ، طالبا خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته بإيقاف الاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية.
كما جدد اشتيه مطالبه برفع الحصار عن قطاع غزة والقدس الشريف ومساءلة قادة الاحتلال دوليا .
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد طالب خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمعاملة دولة الاحتلال الإسرائيلي على أنها دولة احتلال ، والاعتراف بالمذابح بحق الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى الاعتذار الرسمي له ، وهي تصريحات تشي بوجود خلاف كبير بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية 
الخطاب القوى للرئيس الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي تسبب في انسحاب الوفد الإسرائيلي من القاعة وأثار ردود فعل شعبية مؤيدة للخطاب ، لم يحظى بالرضى التام خاصة من قبل حركة حماس ، والتي قالت في بيان لها بأن الخطاب لم يحمل أي جديد بل وصفته بالاستجداء وهو ما دفع بحركة فتح لإصدار بيان انتقدت فيه موقف حركة حماس من الخطاب الأخير للرئيس عباس ، وأشارت حركة فتح في بيان شديد اللهجة إلى أن بيان حماس وموقفها من جهود الجزائر الأخيرة للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية ليست بغريبة على الحركة التي وصفتها بأنها انتهجت خط الانقلابات منذ العام 2007 ، ونوه البيان إلى أن حركة حماس تسعى من خلالها لوضع العصا في طريق تحقيق الوحدة الوطنية.
وهي مواقف أخيرة مستغربة خاصة من حركة حماس التي تعد رأس الحربة المقاومة الفلسطينية وتأتي في ظل تقاربها من نظام بشار الأسد الذي قوبل باستهجان ورفض شعبي واسع ، وتأتي لتزيد من انشقاق البيت الفلسطيني في توقيت تستعد فيه إسرائيل في ما يبدو من مؤشرات لشن حرب جديدة على القطاع والضفة الغربية مع بقاء أشهر قليلة على موعد الانتخابات الإسرائيلية وهو موعد اعتاد فيه ساسة إسرائيل شن حروبهم لكسب الود الشعبي وخاصة اليمين الإسرائيلي المتطرف ، كما يأتي الانشقاق والخلاف الفلسطيني وفي وقت تتزايد فيه اقتحامات المسجد الأقصى ويهدد فيه كيانه وتاريخه وديمغرافيته 
فإلى أين سيصل الوضع في فلسطين ؟.