هذه افشل عملية انتخابية عايشتها منذ بدء المسلسل الإنتخابي /بقلم مد نعمه عمر‏

المحاضر غير متوفرة والمستخرجات تم تحريفها أكثر من مرة لكي يقبل الجهاز استقبالها، حدث كل ذلك داخل مكاتب ممثليات اللجنة المستقلة للانتخابات.
ولأول مرة يطلب المترشحون وأنصارهم النجدة والعون من السلطات الإدارية والقضائية لتصحيح ما ترتكبه اللجنة من أخطاء فادحة، بعضها ناجم عن نقص في التكوين والخبرة.
لقد اتضح جليا أن التفاهمات السياسية التي أنجبت هذا الولد الخداج المسمى شعبيا بـ "سيني" هي تفاهمات عائلية وقبلية جاءت بالأبناء والأصهار ومتقاعدي الجيش لتسيير عملية لم يتم التحضير لها جيدا ولم تمنح الوقت الكافي لضبط سيرها.
ولأنني كنت مرابطا طيلة عملية فرز النتائج في مقر اللجنة المستقلة في حاضرة مقاطعة كوبني، وباعتباري شاهد عيان فإن المستخرجات التي تم نقل معلوماتها كنتائج والمحرفة يدويا لايمكن الاستئناس بها قضائيا من باب أحرى اعتبارها دليلا أو حجة إدارية.
المهندس الذي أشرف شخصيا على استقبال النتائج وادخالها في الجهاز كان متعاونا ويجيد عمله وضحى كثيرا لإنهاء عملية الفرز، عكس رئيسه الذي كان سطحيا ومزاجيا حيث حرم عشرات المواطنين من التصويت في قرية "آكريج" بحجة واهية، هي أنهم تسربوا بعد الساعة السابعة من صف مجاور طويل عندما لاحظوا أن مكتبا آخر على مشارف إنهاء عمله، وكان نائما طوال الوقت، وحين يصحو يوقف العمل، أتذكر أن المهندس قال له أثناء ممارسة تلك الهواية: سيدي الرئيس نحن في عملية انتخابية لايمكن وقفها يجب أن تستمر حتى تكتمل.
الحاكم وقاضي المقاطعة ومفوض الشرطة كانوا حريصين على ضبط سير العملية خارج اللجنة وداخلها بل وتدخلوا اكثر من مرة لتصحيح اختلالات واضحة، حيث طرد القاضي رجلا لايمثل المترشحين وليس من أعضاء اللجنة، تبوأ مكانه في حلقة الفرز وطفق يفتح الأظرفة بحثا عن وثائق معينة، لكن القاضي فور دخوله سأله من أنت ومن سمح لك بإتيان هذا الفعل، وأمره برفع يديه عن الوثائق والخروج فورا.
كما أنه شخصيا ضبط صناديق اقتراع مرصوصة في الشارع من دون مرافقة أمنية وأمر أصحابها فورا بحمل الصناديق إلى مقر اللجنة.
وفي مشهد آخر أوقف بعض رؤساء المكاتب وهم يقومون بإعداد محاضرهم تحت عريش داخل المدينة بعيدا عن مقر المستقلة.
الحاكم بدوره كان يلبي فورا حاجة اللجنة المستقلة لمد يد العون والتعاطي بروح إدارية متفهمة مع المترشحين وممثليهم.
لن أتحدث عن وجود عملية تزوير ممنهجة أو متعمدة ارتكبتها الجهات المنظمة، لكن تم بالفعل استسهال تحريف النتائج والتلاعب بالوثائق ولم يتسلم ممثلو المترشحين محضرا واحدا بحجة أن اللجنة المركزية لم توفر الكم الكافي من المحاضر.
لكن التزوبر تم من خلال ضخ مئات الملايين قبل وأثناء العملية الانتخابية، حيث تم شراء الولاءات ومئات بطاقات التعريف لمنع أصحابها من التصويت لمرشحة الإتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم UDP النائب فاطمة منت اعل محمود Fatma Ely Mahmoud ورغم ذاك حققت انتصارا كبيرا لتحصد بذلك ثمن تضحياتها وإقامتها بين ساكنة المقاطعة طيلة فصول السنة.
لايفوتني قبل إنهاء هذه الدردشة أن أهنئ أخي وصديقي ابحيده خطري بفوزه المستحق ليكون بذلك صوتا آخر للمستضعفين وشباب مقاطعة كوبني داخل البرلمان القادم.

ختاما، كل عملية انتخابية وساكنة كوبني بألف خير.