رأي : "معركة كورونا وحرب التدقيق اللغوي!" بقلم اشريف محمد يحيى

"معركة كورونا وحرب التدقيق اللغوي!"

 

بقلم : اشريف محمد يحيى

 

   .. قد يتّهمني قارئ العنوان - مِن أول نظرة - بممارسة التخليط، وإثارة التشويش، وصناعة البلبلة، واستحلاء التهويل.. لكنّه إن استقرَّ مكانَه فسوف أُريه أَصلَ العلاقة - وجامِعَ الرَّبط - بين كورونا وبين التدقيق اللغوي، فلْيَستعِذ هو بالله من التعجُّل، والتسرُّع، والحكم المسبق، والانطباع الجاهِز، وأنا مستغفر - وعائذ بالله - من الأربعة الأخرى:

  ليست "الفيروسات" و"المتحوِّرات" خاصّة بالداء التاجي كورونا متعدِّدِ النُّسَخ.. فكم تفشَّت - على الألسن، وبين السطور - "فيروسات" اللحن النحويّ، وكم غَزَت الإنتاجَ المطبوعَ والأثيرَ الإذاعيَّ، والهواء التلفزيونيَّ، والفضاء الإلكترونيّ "متحوِّرات" الاصطلاح الاستعماليّ الموبوءةُ بركاكة الأسلوب واختلالِ الترجمة.. 

  ومِن هنا فإنني أسجّل ملاحظة موجَزَة بسيطة، مختصرُها المُفيد: أنّ دورَ المدقِّق اللغويّ - بفعل استشراء تدنّي المستوى واستفحال رداءة الأداء في عالم الصّحافة والإعلام والنَّشر.. قد كاد يقتصر على الحَدِّ مِن كَمِّ الأخطاء النحوية وكَيْفِ التعبيرات الأسلوبية.. تماما مثلما رأينا في مواجهة أزمة كورونا COVID-19 محاوَلة تقليل نِسبة انتقال العدوى، بمحاصرة جيوب انتقال الداء، في سبيل الحدّ مِن انتشارِه.. وكذلك معركةُ التدقيق اللغوي: محاصَرة، وحَدٌّ، وتَقيل.. وما زاد على ذلك فهو حالة استثنائيّة تُحفَظ، ولا يُقاس عليها!